فصل: فتنة عساكر السلطان مسعود مع علاء الدولة بن كاكويه وهزيمته.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.وفاة السلطان محمود وولاية ابنه محمد.

ثم توفي السلطان محمود في ربيع سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وكان ملكا عظيما استولى على كثير من الممالك الإسلامية وكان يعظم العلماء ويكرمهم وقصدوه من أقطارالبلاد وكان عادلا في رعيته رفيقا بهم محسنا إليهم وكان كثير النزو والجهاد وفتوحاته مشهورة ولما حضرته الوفاة أوصى بالملك لابنه محمد وهو ببلخ وكان أصغر من مسعود إلا أنه كان مقبلا عليه ومعرضا عن مسعود فلما توفي بعث أعيان الدولة إلى محمد بخبر الوصية واستحثوه وخطب له في أقاصي الهند إلى نيسابور وسار إلى غزنة فوصلها لأربعين يوما واجتمعت العساكر على طاعته وقسم فيها الأعطيات.

.عود أصفهان إلى علاء الدولة بن كاكويه ثم رجوعها للسلطان مسعود.

كان قناخر مجد الدولة بن بويه صاحب أصفهان وملكها السلطان محمود من يده فهرب عنها وامتنع بحصن قصران وأنزل السلطان محمود ابنه مسعود بأصفهان وأنزل معه علاء الدولة بن كاكويه فاستقل بها وسارعنه مسعود ثم زحف إليه وملكها من يده ولحق علاء الدولة بخوزستان يستنجد أبا كليجار بن سلطان الدولة وسار عنه إلى تستر ليستمد له من أخيه جلال الدولة العساكر لمعاودة أصفهان وكان ذلك عقب فتنة وحرب بين أبي كليجار وأخيه جلال الدولة فوعده أبوه بذلك إذا اصطلحا وأقام عنده إلى أن توفي السلطان محمود ولما توفي السلطان محمود جمع قناجر جمعا من الديلم والأكراد وقصد الري وقاتله نائبه مسعود فهزمه ودفعه عن الري وفتك في عسكره قتلا وأسرا وعاد قناجر إلى بلده وبلغ الخبر إلى علاء الدولة بموت السلطان محمود وهو عند أبي كليجار بخوزستان وقد أيس من النصر فبادر إلى أصفهان فملكها ثم همذان وقصد الري فقاتله نائب مسعود ورجع إلى أصفهان ثم اقتحموا عليه البلد عنوة ونجا علاء الدولة إلى قلعة قردخان على خمسة عشر فرسخا من همذان وخطب لمسعود بالري وجرجان وطبرستان.

.فتح التيز ومكران وكرمان ثم عود كرمان لأبي كليجار.

كان صاحب التيز ومكران لما توفي خلف ولدين أبا العساكر وعيسى واستبد عيسى منهما بالملك فسار أبو العساكر إلى خراسان مستنجدا بمسعود فبعث معه عسكرا ودعوا عيسى إلى الطاعة فامتنع وقاتلوه فاستأمن كثير من أصحابه إلى أبي العساكر فانهزم عيسى وقتل في المعركة واستولى أبو العساكر على البلاد وملكها وخطب فيها للسلطان مسعود وذلك سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وفي هذه السنة ملك السلطان مسعود كرمان وكانت للملك أبي كليجار بن سلطان الدولة فبعث إليها السلطان مسعود عساكر خراسان فحاصروا مدينة بردسير وشدوا في حصارها واستبد إلى أطراف إلى البلاد ثم وصل عسكر أبي كليجار إلى جيرفت واتبعوا الخراسانية بأطراف البلاد فعاود هزيمتهم ودخلوا المفازة إلى خراسان وعادت العساكر الى فارس.

.فتنة عساكر السلطان مسعود مع علاء الدولة بن كاكويه وهزيمته.

قد تقدم لنا هزيمة علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه من الري ونجاته إلى قلعة قردخان ثم سار منها إلى يزدجرد ومعه فرهاد بن مرداويح مددا له وبعث صاحب الجيوش بخراسان عسكرا مع ابن عمران الديلي لاعتراضهما فلما قاربهما العسكر فر فرهاد إلى قلعة شكمين ومضى علاء الدولة إلى سابور خرات وملك علي بن عمران يزدجرد ثم أرسل فرهاد إلى الأكراد الذين مع علي بن عمران وداخلهم في الفتك به وشعر بذلك فسار إلى همذان ولحقه فرهاد فاعتصم بقلعة في طريقه منيعة وكادوا يأخذونه لولا عوائق الثلج والمطر في ذلك اليوم وكانوا ضاحين من الخيام فتركوه ورجعوا عنه وبعث ابن عمران إلى تاش قرواش صاحب جيوش خراسان يستمده في العسكر إلى همذان وبعث علاء الدولة يستدعي أبا منصور ابن أخيه من أصفهان بالسلاح والأموال ففعل وسار علي بن عمران من همذان لاعتراضه فكبسه بجر باذقان وغنم ما معه وقتل كثيرا من عسكره وأسره وبعث به إلى تاش قرواش صاحب جيوش خراسان وسار إلى همذان وزحف إليه علاء الدولة وفرهاد فانقسموا عليه وجاؤوه من ناحيتين فانهزم علاء الدولة ونجا إلى أصفهان وفر هاربا ان لقلعة شكين فتحصن بها.

.مسير السلطان مسعود إلى غزنة والفتن بالري والجبل.

لما استولى السلطان على أمره سار من غزنة إلى خراسان لتمهيد أمورها وكان عامله وعامل أبيه على الهند أحمد نيال تكين فد استفحل فيها أمره وحدثته نفسه بالاستبداد فمنع الحمل وأظهر الانتقاض فسار السلطان إلى الهند ورجع أحمد نيال إلى الطاعة وقام علاء الدولة بأصفهان وأظهر الانتقاض ومعه فرهاد بن مرادويح فزحف إليهم أبو سهل وهزمهم وقتل فرهاد ونجا علاء الدولة إلى جبال أصفهان وجرباذقان فامتنع بها وسار أبو سهل إلى أصفهان فملكها سنة خمس وعشرين وأربعمائة ونهب خزائن علاء الدولة وحمل كتبه إلى غزنة وأحرقها الحسين الغوري بعد ذلك.